الذهب يعيد اختبار خط الاتجاه الصاعدتراجع الذهب إلى مستوى فني محوري، بالرغم من توافر مجموعة من العوامل التي عادةً ما تدعم ارتفاع الأسعار. يشير ذلك إلى تحوّل محتمل في توجهات المستثمرين تجاه المخاطر والتضخم والنمو.
الذهب يتجاوز النماذج التقليدية
قد يُعذر المرء إن توقّع مستويات أعلى للذهب. فقد شهد الأسبوع الماضي تراجعًا في أداء الدولار الأمريكي، وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة، إلى جانب أرقام تضخم تجاوزت التوقعات. من الناحية النظرية، تُعد هذه التطورات من المحفزات الإيجابية التقليدية للذهب. ومع ذلك، لم يُظهر المعدن الأصفر أي استجابة تُذكر.
سجّل مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي لشهر مايو – وهو المقياس المفضل للتضخم لدى الاحتياطي الفيدرالي – ارتفاعًا فاق التوقعات ليصل إلى 2.7%. ومع ذلك، لم تتأثر أسواق السندات، حيث واصلت العقود الآجلة تسعير احتمالية قوية لخفض أسعار الفائدة بحلول سبتمبر. في الوقت نفسه، شهد الدولار الأمريكي تراجعًا، حيث انخفض مؤشر الدولار بأكثر من 1% خلال الأسبوع. وفي الظروف الاعتيادية، يُعد هذا التراجع محفزًا لارتفاع السلع المُسعّرة بالدولار مثل الذهب. إلا أن هذا لم يكن الحال هذه المرة.
يرجع جزء من التفسير إلى التطورات الجيوسياسية. فقد أدى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران إلى تهدئة التوترات التي كانت تعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن. في المقابل، تواصل أسواق الأسهم العالمية تحقيق مستويات قياسية جديدة، مدفوعة بأداء قوي لأسهم التكنولوجيا والنمو. ويبدو أن المستثمرين باتوا يميلون إلى الأصول المرتبطة بالنمو والطلب العالمي، بدلاً من الأصول الدفاعية. وتعزز الاتفاقية التجارية الأخيرة بين الولايات المتحدة والصين، التي تركز على صادرات المعادن النادرة، هذا التوجه. في الوقت الراهن، تسود شهية المخاطرة.
الأنظار تتجه نحو خط الاتجاه الفني
ورغم تعقّد الصورة الاقتصادية الكلية، تبقى الرؤية الفنية للذهب واضحة المعالم. فبعد موجة صعود قوية امتدت حتى أبريل، دخل السوق في مرحلة من التماسك. وقد سجّل في مايو قمة منخفضة، تم اختبارها مجددًا ورفضها في يونيو، ما أدى إلى تراجع استمر لأسبوعين، أعاد الذهب إلى خط الاتجاه الصاعد.
ويمثّل هذا الخط، الممتد منذ ديسمبر 2024، أساس الاتجاه الصعودي طويل المدى، وقد أثبت صلابته خلال ثلاث اختبارات سابقة. إلا أنه يواجه الآن اختبارًا جديدًا. ما إذا كان سيتمكن من الصمود هذه المرة يبقى غير محسوم. فخطوط الاتجاه لا تكتسب أهميتها إلا من خلال قوة الطلب الكامن خلفها، والذي غالبًا ما يكون متذبذبًا خلال فترات التماسك.
فمرحلة التماسك بطبيعتها تتسم بالحركة دون التزام حقيقي – نشاط واضح، لكن بلا اتجاه حاسم. وإذا ما كُسر هذا الخط، فلن يكون ذلك بالضرورة نهاية الدورة الصعودية للذهب، إلا أنه قد يفتح المجال لتصحيح أعمق نحو قيعان مايو. وتتقاطع هذه المنطقة أيضًا مع المتوسط السعري المرجّح بالحجم، المرتبط بقاع ديسمبر 2024، والذي يُعد مرجعًا فنيًا هامًا للمستثمرين على المدى الطويل.
في الوقت الراهن، يتحرك الذهب في نطاق ترقّب. لا يزال فوق مستويات الدعم، لكنه لم يعد يُظهر سلوك السوق المسيطر. وإذا استمر الزخم الإيجابي في الأصول ذات المخاطر المرتفعة، قد نشهد مزيدًا من الابتعاد عن الملاذات الآمنة. لكن في حال بدأت الرواية الاقتصادية العالمية بالضعف، لا يُستبعد أن يعود الذهب إلى الواجهة من جديد.
الرسم البياني اليومي للذهب
الأداء السابق لا يُعد مؤشرًا موثوقًا للنتائج المستقبلية
إخلاء المسؤولية: ان هذا المقال هو لأغراض تعليمية فقط. لا تشكل المعلومات المقدمة نصيحة استثمارية ولا تأخذ في الاعتبار الظروف المالية الفردية أو أهداف أي مستثمر. أي معلومات قد يتم تقديمها فيما يتعلق بالأداء السابق ليست مؤشرًا موثوقًا به للنتائج أو الأداء المستقبلي.
إن 71%–82.67% من حسابات المستثمرين الأفراد تخسر الأموال عند تداول العقود مقابل الفروقات مع كابيتال دوت كوم غروب. يجب أن تفكر مليّاً فيما إذا كنت تفهم آلية عمل العقود مقابل الفروقات وما إذا كان بإمكانك تحمل المخاطر العاليّة المتمثلة في خسارة أموالك.
